تنتابني الحيرة المعرفية ،لما اتفكر في ما يعرف بالتقويم الهجري .لمّا تهل المناسبات التي حدثت ربيعا بالخريف او العكس بالعكس .
و عند التمعن في ما يعرف بالتقويم الهجري يتضح بكونه لا يعدو الا ان يكون مجرد روزنامة قمرية لتعداد العام بحساب اثني عشر شهرا لكون تعداد الشهر يعتمد على سباحة القمر كفاتا في المنحنى الزمني للارض.
و تكون مدة العام اثني عشر شهرا في العام غير الكبيس بينما يكون ثلاثة عشر شهرا في الحول الذي يكون به ثلاثة عشر بدرا و يكون الشهر ثلاثون ليلة اي مت يعادل تسعة و عشرين يوما ونصف .
و تزداد حيرتي لما يتيه شهر رمضان منزاحا في الحول بما يترتب معه انزياح شهر الحج الأكبر و الأربعة أشهر حرم و التي حرم فيها صيد البر طبق ما جاء يالاية
ولئن كان صيد البحر و طعامه حلالا على مر سيلان الدهر فإن صيد البرّ محرم بالاشهر الحرم اذ قابلت الآية 96 من سوؤة المائدة بين طعام الصيد الحلال من البحر و الحرام من البر مع ديمومة الاشهر الحرم .
و تبدو علة تحريم الصيد البر بالاشهر الحرم بديهية لكل متفكر و متدبر وهي تحريم صيد الأنعام بالبرّ لما تكون حاملة لمواليدها او في فترة رعايتها .
ولئن كان صيد البحر و طعامه حلالا على مر سيلان الدهر فإن صيد البرّ محرم بالاشهر الحرم اذ قابلت الآية 96 من سوؤة المائدة بين طعام الصيد الحلال من البحر و الحرام من البر مع ديمومة الاشهر الحرم .
و تبدو علة تحريم الصيد البر بالاشهر الحرم بديهية لكل متفكر و متدبر وهي تحريم صيد الأنعام بالبرّ لما تكون حاملة لمواليدها او في فترة رعايتها .
ويبدو التحريم المحدد في سيلان الدهر بالايتين 95و 96 مم سورة المائدة التي نزل بها “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ *أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” ذو فرادة على بقية أحكام التحريم بكتاب الله لكونه وشيج بفترة الاشهر الحرم مع المحافظة على الصبغة الشمولية لحكم التحريم .
التحريم هو حكم شمولي ازلي عام في اللارض دائم في سيلان الدهر بيننا النهي فهو ظرفي وفق الأحوال فيما ان حكم الاجتناب فهو حكم سلوكي توجيهي.
و عليه فبالرغم من ظرفية أمد الاشهر الحرم الا ان حكم صيد البرّ قد نزلت بالتحريم وليس بالنهي بما يفيد انعدام وجود استثناء لحكم التحريم فيما يبقى العذر المبرر للمضطر هو ذاته عذر المضطر لتناول الطعام الحرام كما نزل بالاية 173 من سورة البقرة التي نزل بها :” إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”
و طالما ان علة تحريم صيد البرّ هي منع صيد الأنعام مثل الغزال و الظباء لما تكون حاملة او في فترة الاعتناء بمولودها الخشيش في أيامه الأولى فإن التحريم يتعلق بأمد الاشهر الحرم التي تكون في فترة شهري الشتاء و شهري الربيع و حتى لما يكون الكبس بالشهر الحرام بما يجعل الاشهر الحرم خمسة بالعام الكبيس فإن ذلك الأمد يكون ضمن في فترة ستة أشهر بالحساب الأبقطي مهما تغيرت مواعيد اهلة بداية الاشهر الحرم
و بالتدبر و الاستنباط فإن الاشهر الحرم الأربعة فهي الشهرين الثاني و الثالث من فصل الشتاء و الشهرين الأول و الثاني من فصل الربيع وفق استنباط آيات سورة التوبة التالية :”
فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ*وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ*فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”
و التي أفادت بكون الأربعة أشهر حرم تكون بعد شهر يوم الحج الأكبر وهو شهر ذي الحجة الذي يكون في الشتاء
و يتضح بالاعتماد على الآيات المذكورة من سورة التوبة ان الأربعة أشهر حرم تلي مباشرة شهر يوم الحج الأكبر و بالرجوع إلى ما رجح من أخبار عن موعد شهر الحج الأكبر في عهد دولة المدينة يثرب ان شهر الحج الأكبر يكون في بداية الشتاء لكون قريش التي تعتمد رحلة الشتاء و الصيف تقيم الموسم في بداية الشتاء لكونها تنتظر قوافل التجارة القادمة من عدن بالبضائع القادمة بحرا عندما تكون الملاحة آمنة في المحيط الهندي عند هبوب الرياح الموسمية خريفا .
وطالما ان الأنعام و الطيور قد جبت على السفاد و التكاثر و الاعتناء بمواليدها في مواعيد ترتبط مناخيا بالفصول في الحول دون انزياح تلك المواعيد كما ينزاح الشهر القمري و يتيه في الحول فإن علة تحريم صيد البر تلزم استقرار الشهور في الفصول الأربعة الأمر الذي تكون معه أشهر صفر الأول محرم و صفر الثاني و ربيع الأول و ربيع الثاني و حتى عند الكبس بالشهر الحرام تكون مدة الاشهر الحرم في بحر الفترة اللازمة لحمل الأنعام بمواليدها والاعتناء بها و لوضع البيض من الطيور و احتضانها لتفقس و الاعتناء بالصيصان .
و بالسير في الأرض كما دعا لذلك كتاب الله للنظر يتضح ان فترة سفاد الغزلان تكون في أشهر سبتمبر و أكتوبر و نوفمبر مع مدة حمل بين خمسة و ستة أشهر بما تكون معه فترة الولادة في أشهر فيفري مارس افريل و اما الظباء فتكون فترة سفادها ثلاثة أسابيع و مدة الحمل سبعة أشهر و فترة الولادة في شهري مارس و افريل فيمافيما تكون فترة التزاوج عند الطيور المستهدفة للصيد بداية من شهر فيفري للحجل و البط و تكون في بداية الربيع للإوز.
و اما بخصوص الطيور المستهدفة بالصيد فإن الحجل و البط يبدأ في التزاوج بداية من شهر فيفري بينما يتزاوج الاوز في بداية الربيع
و عليه فإن عدم انزياح الشهور في الحول و مع استمراره بالفصول فإن الحج تستقر مواسمه مع مواسم تكاثر بهيمة الأنعام من الضأن و الماعز و البقر و الإبل لكون الحج أشهر معلومات ولا حج في الاشهر الحرم ولا في شهر الصيام انما تكون فيها العمرة فقط .
.
و لئن كان انفاق صدقة زكاة المال بخصوص المغروسات و المزروعات يوم الحصاد فإن انفاق صدقة زكاة المال من بهيمة يكون في مواسم الحج ببرهان الآية 28 من سوؤة الحج التي نزل بها :” لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”
و يكون الإنفاق بخصوص الضأن و الماعز موسمان بالحول و بخصوص البقر وةالابل موسم واحد وطالما تشول النوق الشهر الثاني من الخريف بعد خروج الرمض من الحجر و الرمل و بداية البرد فإن الإنفاق من بهيمة الإبل يكون مع شهر الحج الأكبر و الذي يوافق الشهر الأول من الشتاء ثم تليه الأربعة أشهر حرم.
فيما يكون الإنفاق مم من بهيمة الضأن و الماعز في موسمين شتوي احدها يوافق شهر الحج الأكبر و الآخر صيفي في شهر رجب اذ تتكاثر بهيمة الضأن و الماعز في الربيع و الخريف و يكون الاتفاق بحساب الخمس من الغنيمة ليكون ذلك مقدار الهدي.
وطالما لا تنزاح الاشهر الحرم و أشهر الحج المعلومات فإن شهر الصيام لا ينزاح و يكون مع هلال الشهر المتواقت او اللاحق لموعد الاعتدال الخريف في النصف الشمالي للأرض و بذلك يتطابق الحسبان بشهر الكبس الذي يضاف بعد كل اثنين و ثلاثين شهرا طبق قاعدة 19\7 اذ يساوي التسعة عشر حولا مع 19 عاما مضاف لها سبعة أشهر وهي أشهر الكبس وهي شهر الحج الكبير و يلي شهر الحج الأكبر و الشهر الحرام بعد ربيع الثاني و شهر شعبان الآخرة بعد شعبان الذي هو شهر القيم بينما يكون شهر رجب شهر الحر فيما يكون شهر جمادى الولى شهر حصاد الشعير بينما شهر جمادى الثانية هو شهر حصاد القمح و شهر شوال هو الشهر الذي تشول فيه النوق للسفاد.
وعليه فإن تناسق الطبيعة مع الشهور تلزم بعدم ترك الشهور تنزاح في الحول و تلزم بالعمل بشهر الكبس و الذي يختلف عن النسيء لكون النسيء هو تأخير موعد بداية الشهر بينما ان الاهلة فهي مواقيت للحج ببرهان الآية 198من سورة البقرة :” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”
و بالعودة إلى الفهم التراثي السائد لأيتي تحريم صيد البر و المتمثل في منع صيد البر بوادي غير ذي زرع في أيام الحج وفي الحيز المكاني الذي يلبس فيه ازار و مئزر وهو ما يسمى بلباس الإحرام يتضح الفهم العبثي للاية بداية تحريف الكلم عن مواضعه و التعدي على حدود ما انزل الله من أحكام من أجل السماح للمترفين المولعين بصيد البر بالصيد طيلة الحول مما أدى لانقراض الظباء و الغزلان و الطيور المستهدفة للصيد في الكثير من البيد و المروج و الغابات
ولا زالت الشهور تتيه في الحول و تسبب نتائج كارثية على الثروة الحيوانية سواء بخصوص الأنعام او بهيمة الأنعام مع ما لذلك من تداعيات على الكساء النباتي و الغابي مما تسبب في انقراض بعض الأنعام و الطيور و انجراف الاراضي و ذلك من جراء عبثية ما يسمى بالتقويم الهجري والذي لا يعدو الا ان يكون روزنامة قمرية في مخالفة صريحة للاية 37 من سورة فصلت و بذلك يبقى الاعراب اجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله .