العقل الجدلي يتعارض مع الفكر السكوني الذي يتمظهر في الفكر المذهبي و الطائفي قديما و الذي تسربل في عباءة جديدة مع حركات الاسلام السياسوي ليحافظ على اسباب وجود له في المشهد السياسي مع اغفال الغايات التي وضعها جيل الرواد في حركة النهضة الاسلامية في اواخر القرن التاسغ عشر و التي انبثقت منه فيما بعد الحركة العربية الواحدة في مطلع القرن العشرين غير ان التماهي مع النازية و الفاشية.
علاوة على الغواية البريطانية قد انتج حركة الاخوان المسلمين و التي سايرت مثيلاتها في الولادة واصبحة حجرة عثرة للتقدم بالمفهوم الاقتصادي بغاية القضاء على التخاف بالمفهوم الاقتصادي ايضا واصبحت حركة محافظة في تناقض تام لمنطلقاتها حسب فكر الرواد بما جعلها مجرد حركة سياسية حزبية بعد ان نزعت عن نفسها الاهداف الحضارية و الثقافية لقيامها وراحت تروج بفضل شقها المتشدد تحت برقع التسلفن للخرافات المنتشرة في كتب التراث العربي بداية من البعثة المحمدية ونسيت اهم رسالة لتلك البعثة وهي الثورة على المجتمع الجاهلي و القطع مع الماضي تماما.
واهم مظهر من مظاهر الجاهلية الكهانة حسب فقه ابي لهب في خلطه التجارة بالدين و المحافظة على الماضي بعد تسكينه عسى ان يحصل على اجر من سدانته بما جعله يثور على ابن اخيه الثائر و المجدد و الذي يرمي الى الغاء الي سلطة تزعم انها واسطة بين الله و ربه كما انزلقت القدم بالنصارى بعد مجمع نيقيا و سريان العمل بقانون الايمان الكنسي منذ 325 م وراح الفكر المعارض للقانون هرطقة يقتل صاحبها غير ان فقهاء البلاط في زمن الملوك المتسمين بالخلفاء بعد اندثار دولة المدينة بمقتل الامام علي بن ابي طالب بطريقة الاغتيال السياسي المسبق التخطيط قد اسسوا لانتحال تهمة الهرطقة و ابدولها بالزندقة بعد عدم رواج ابدالها بالردة رغم المحاولة لما قام به عمر الفاروق من عمل في تصويب الامور غير ان العرب المسلمين قد اضاعوا فرصة مأسسة فكر عمر ومن بعده علي بن ابي طالب وراحوا ينتظرون المستبد العادل و الزعيم الاوحد في تماه تام مع انتظار اليهود و النصارى للمسيح المخلص غير ان الواقع والصيرورة التاريخية لم تظهر لنا غير المسيخ الدجال في كل حقبة وراح العرب يلهثون وراء السراب يحسبه الظمآن ماء ولم يتفطنوا للخدعة البصرية للسراب لانه يتخذون مكان زاوية النظر الخاطة في محيط الدائرة وهي زاوية النظر الوحيدة التي تجعل الناظر لظل العود مستقيما و الحال ان العود اعوج واكتفى اغلب العرب بدون الحيوانات المجترة للعلف وقت الظهيرة عوضا ان يحاكوا الكواسرو الجوارح في الافتراس للقوت فلم يكونوا الا بهائم انعام في الزرائب و المراعي وتركوا الحرية للسباع الكاسرة و النسور الجارحة لتقتات من لحومها وتشبثوا بالثقافة السائدة خوفا من انفسهم قبل كل شيء من انتاج ثقافة جديدة غير مغتربة ولا متقوقعة في الماضي انما انتاج ثقافة تتعامل مع الواقع وايجاد الحلول له بفض مشطلات الماضي في المستقبل.
المعرفة بالتاريخ لا تكفي ان طغى الفكر السكوني بعد الاعراض عن الفكر الجدلي وذلك بعد حمل كتبة الاسفار في العهد الجديد اسفارا كمثل الحمار وهم يعتقدون انه يحملون التوراة طبق دلالة الفظة بالارامية الكنعانية اي تروئيه والتي تقابلها لفظة تعليم في العربية العدنانية و القحطانية ..
فهل كانوا حقا امة اقرا و امة سيروا في الارض فانظروا …وكان الانسان اكثر شيء جدلا !