القول برجعة عيسى بن مريم من الموت : اقتفاء للسراب

القول برجعة عيسى بن مريم من الموت : اقتفاء للسراب

كتاب الله يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان المسيح عيسى بن مريم (ع) قد توفى ومات .والتزيل الحكيم الذي نزل بلسان عربي مبين لا ترادف به بفي الالفاظ فالوفاة تتعلق بالنفس بينما الموت يتعلق بخروج النفس المتوفاة م الجسم ليصبح جسدا لا حياة فيه بدليل ما ورد بالتنزيل الحكيم :”اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ-;- عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ-;- إِلَىٰ-;- أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰ-;-لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “(42) الزمر.

فالوفاة تتعلق بطاقة النفس المتحررة من سجن الكتلة التي تتوفى في المنام في حين ان الانفس التي تموت هي التي يمسكها الله لكونها قد تم القضاء عليها.

واما الجسم الحي فهو مادة متكاثفة بما يجعله كتلة تدب فيه الحركة من اثر طاقة النفس الحية فيه ، والتي تحافظ على التماسك و التكاثف لكتلة المادة وتمنع بداية التحلل بها بحكم تشكل الجسم بدوره من ملايين الانفس وفق جدلية علاقة المادة بالطاقة ،وان المادة تتحول الى طاقة لما تبلغ سرعتها سرعة الضوء بما يجوز معه القول بان وشيجة العلاقة بين النفس و الجسم مماثلة لوشيجة العلاقة بين الطاقة و المادة .فالجسم حي طالما لم تمت فيه جميع الانفس بتردي الطاقة بموتها تصديق لما جاء في التنزيل الحكيم :” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {ال عمران /185}

و يتضح ان المعادلة هي ان النفس تتوفى و الجسم يموت واما الروح فهي من امر الله لكونها برمجة النفس المتحكمة في الجسم وهي نفحة الله للانسان بما فضله الله بالعقل و ملكة التواصل باللسان و المقدرة على الشعور بالزمن و سيلانه عليه فيكون الانسان الحي حبيس سيلان الزمن الذي هو ليس الا تعاقب و حركة و تكيف وعموما قوانين الجدل الثلاثة التي تحكم ايات الله بالكون في انتظام دقيق وفق سنن الله التي لن تجد لها لها تبديلا و لن تجد لها تحويلا ومنها سنة الموت وكونه حقيقة شغلت و زرعت الحيرة المعرفية في الانسان منذ دخول البشر في حقبة الانسة باستخلافه في الارض و تعلّمه “الاسماء كلها” و تلقيه من خارج الوعي ل”كلمات “

وظلّت حيرة الانسان المعرفية مستمرة معه مع حقيقة الموت الذي هو اجل وانه لكل اجل كتاب و سبحان الحي القيوم .وقد شكلت مسالة تثبيت المسيح عيسى بن مريم (ع)على الصليب لصلبه اشهر حادثة تثير الجدل وحتى الجدال حول علاقة القتل بالوفاة وموته من عدم ذلك او بقاءه حيا بالروح و النفس او اختفائه من مدينة ايلياء و السياحة في ارض الله ؟ 

الله يخبرنا في كتاب التنزيل الحكيم في الرسالة المحمدية ان المسيح عيسى بن مريم لم يقتل يقينا الامر الذي يدل دلالة واضحة على ان الحياة لم تفارق جسمه بعد تثبيته على خشبتي الصليب وان خلايا جسمه لم تغادرها طاقة الانفس الكامنة بها رغم رجاحة وفاة النفس العاقلة باغماءة اصابته من شدة و الم التثبيت على الخشبتين و الصلب على ما جرى عليه اللسان العربي هو شدة العذاب المسلط على الجسم و يمكن القول بان وفاة المسيح عيسى بن مريم(ع) من جراء التثبيت على الخشبتين و صلبه قد حصلت باغماءة مشابهة لحالة النائم الذي يتوفى الله نفسه و يستدل على ذلك بما ورد في كتاب التنزيل الحكيم : “مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ “(117) المائدة 

و يتضح ان المسيح عيسى بن مريم قد توفى باغماءة مشابهة لوفاة نفس النائم بما انتفت عنه المدارك ولم يعد شهيدا على من ارسل اليهم لغياب النفس العاقلة عن عالم الشهادة المتوشجة بالديمومة الزمنية فانقضى التزامه بمراقبة من ارسل اليهم و الله على كل شيء شهيد و يخبرنا الله في كتاب التنزيل الحكيم : “وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰ-;-كِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ-;- وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ-;- مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ-;- وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) النساء.

وذلك بان من شهدوا حادثة التثبيت على الخشبتين لصلب المسيح عيسى بن مريم قد اعوزتهم المعرفة الطبية بموته الدماغي /القلبي يقينا بحكم محدودية المعارف و العلوم الطبية لذلك العصر رغم براعة اهل مدينة ايلياء الملحوظ بالمقارنة بغيرهم من الناس في المجال الطبي . وان ايات الله البينة التي اتاها المسيح عيسى بن مريم (ع)كان من جنس ما برع القوم به فانحبس المختلفون في امره في الشك و الجدل الذي تحول الى جدال عبثي بين الطرفين من قائل بموته ومن قائل بالعكس وانه طالما يستمر الجدال عبثيا فان المصادرات المعرفية لكلا الفريقين المختلفين تكون فاقدة للدقة و الصواب علاوة على غياب الحكمة/ المنهج للوصول الى الخبر العلمي اليقين الامر الذي يجعلهم يتبعون الظن كمصدر معرفي لمن نال منهم بعض الحظ من المعرفة و حاول النأي عن تخاريف الشكوك .

غير ان اليقين قد بقي غير متوفر لهم لغياب الخبر العلمي الجازم و القاطع و يمكن القول بان الشبهة التي حصلت لمن شهدوا واقعة حادثة التثبيت على الخشبتين لحصول القتل قد تمحورت حول تحقق الموت للجسم فانزياح النفس المتوفاة منه في فترة الاغماءة و ليست الشبهة بما يردده البعض من تخاريف بعض الكهنة بحصول ابدال الشخص المثبت و المصلوب على الخشبتين فهذا القول من هلوسات الوسوسة و من تخاريف الخيال الكنهوتي الاعرج المائل الى التفسيرات الاحيائية الخرافيةالموغلة في النزعة الغرائبية الكهنوتية الراغبة في الابهات كما فعل السامري بالعجل فجعل الجسد له خوار 

و يسافر الوهم بمن تقوقع في الخيال الاعرج الى نفي وفاة المسيح عيسى بن مريم و الاحتماء بعقيدة المخلص التي ظهرت من زمن ايزيس / عشتار بارض القبط و التي بقيت تنتظر ازوريس ليقدم عليها من عالم الظلمات الى عالم النور بعد ان قتله اخاه ست /شيث وكذلك بقيت عشتار تنتظر حبيها دموزي الذي قتله الخنزير الوحشي و تستمر ملهاة انتظار” المخلص” والتي تتحول الى مأساة ان ظهر بين القوم “سامري” يجعل لجسد العجل خوار ،وكذلك فعل شاوول /بولس الطرسوسي بالنصارى فتهود منهم الذي اتبعوه لما اصابهم من هَوَد فكري و انحرفت من ملة النصارى طوائف الكريستيان ليعلكوا و يجتروا قصة ايزيس و ازوريس و عشتار ودموزي و تستمر الملهاة لتتحول لماساة مع ظهور عقيدة انتظار “المهدي” في ملة المسلمين المؤمنين و لكل طائفة منهم مهديا تنتظره مخلصا بعد ان اصابتهم الغشاوة على ابصارهم من افاعيل الكهنة / الفقهاء وبظهور “سامريين” بامة محمد (ص ) كل يتغنى عشقا بليلاه و بمهدييه المنتظر او الذي ظهر بينهم بعد ان هجروا القران و اتبعوا المرويات الظنية المنسوبة زورا و زيفا و باطلا على لسان النبيء محمد(ص) بما جعلته يظهر في صورة البارع في النبؤات المستقبلية من الغيب و الحال ان كتاب التنزيل الحكيم يخبر يقينا و بما لا يدع أي مجالا للشك بعدم قدرة النبيء محمد على علم الغيب المستقبلي غير ان لعنة “المثناة “قد اصابت البعض من ملة المؤمنين باتباعهم ما يسمى زورا بالصحاح وهي ليست الا “تلاميد ” كتبها الكهنة بايديهم ثم قالوا عنها انها من عند الله فويل كما اخبرنا الله عن الويل لهؤلاء

وردت الادلة من التنزيل الحكيم بتحقق وفاة وموت المسيح عيسى بن مريم في عدة ايات من كتاب التنزيل بما نزل قرانا كريما على لسان عيسى بن مريم :” وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) مريم. فالموت محقق ليقينية ان كل نفس ذائقة الموت و الموت هو كتاب مؤجل و ان المسيح عيسى بن مريم كما جاء البيان القراني به :” مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ-;- كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ-;- انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ-;- يُؤْفَكُونَ (75) المائدة وهكذا فان طبيعته البشرية لا تمكنه من الخلود بدليل ما اخبر الله به النبيء محمد و العالمين بما ورد في كتاب التنزيل :” وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ-;- أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) الانبياء .

و الاخبار الالهي لملة المؤمنين بما انزله على النبيء محمد(ص) من الذكر المحفوظ يحسم أي جدل في انتفاء الخلود للمسيح عيسى بن مريم بالجسم او بالنفس واما الروح فهي من امر رب محمد خاتم النبيئين و الذي اذاقه الله الموت مصداقا لما نزل بكتاب التنزيل ” وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ-;- أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ-;- أَعْقَابِكُمْ ۚ-;- وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ-;- عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ-;- وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) ال عمران

فالله اخبر في كتاب التنزيل بموت ووفاة المسيح عيسى بن مريم بعد بيان طبيعته البشرية وجوهره هو رسول قد علمه الله الانجيل و التوراة و الكتاب و الحكمة غير ان اللغط يبقى في الاذهان حل اشكالية عدم تحقق القتل يقينا للميح عيسى بن مريم بعد تثبيته على الخشبتين لصبله و أين اختفى فيختطف الخيال الاعرج المتهود نحو الخرافة الغرائبية ممن اعمى الله بصيرته للقول بان المسيح عيسى بن مريم(ع) وطالما قد اخبرنا الله بانه رفعه اليه فهو في السماء او في احدى السماوات فالخيال الاعرج يفتك بالناس اشد من يفتك بهم الطاعون فيتوهمون من غباء و حماقة التجسيم لله ـ الذي ليس كمثله شيء ـ ان المسيح عيسى بن مريم(ع) يجلس على كرسي العرش بجانب “ابيه” في السماء كما يقول “الكريستيان “الذين اخبر الله في كتاب التنزيل بكفرهم لما يقولونه عن المسيح عيسى بن مريم في استمرار لعبثية ما سبقهم به اليهود فيما قالوه عن عزير غير ان الحماقة اعييت من يداويها و اعييت المسيح عيسى بن مريم(ع) نفسه الذي ابرأ الاكمه و الابرص و اعجزته الحماقة…

ان صدور القول بحياة عيسى في السماء من ملة المؤمين و انتظار رجعته كما بقي اتباع ايزيس و عشتار ينتظرون ذلك الى اليوم بقدوم “المخلص” في شخص “المهدي” .لكن من عميت بصيرتهم لا يفقهون انه لكل قوم هاد ولا مهدي الا كتاب التنزيل الحكيم بين جلدتي المصحف الشريف و يمكن القول بما رجح من اخبار التاريخ من ان المسيح عيسى بن مريم (ع) قد تعرض لحادثة التثبيت على الخشبتين لصلبه في عمر اللاربعة و الثلاثين بما يحقق معه عدم بلوغه مرحلة الكهولة في حين ان الله يخبرنا في التنزيل الحكيم بما بشّر به مريم :” وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) ال عمران وقد كلمهم في المهد صبيا و اخبرهم بموته ” وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) مريم .

غير ان من شهدوا حادثة التثبيت على الخشبتين لصلبه لم يكلمهم المسيح عيسى بن مريم كهلا لذلك يخبط الكثير من ملة المؤمنين باتباع ما قاله بنو اسرائيل ـ عن انفسهم من كونهم فقط هم اهل الكتاب ـ من “الاخيار” وان من عداهم من الامّيين من “الاغيار” وانه طالما اخبر الله بان المسيح عيسى بن مريم لؤمن نبه اهل الكتاب في يخلطون مثل الذي يخلط بين النفقة و الحضانة و من يخلط بين الافعال و الاعمال للانتهاء بالقول بالرجعة الذي يخلطونها بالبعث .و الحال انه لا رجعة للمسيح عيسى بن مريم (ع) انما سوف يبعث حيا كما يبعث الله الخلائق بالنشور و يتحاذق من يتوهمون المعرفة من هذا الفريق من المتشدقين بنيل مرتبة “عالم ” بان ضرورة ايمان اهل الكتاب بالمسيح عيسى بن مريم (ع) بعد الاختفاء اثر واقعة التثبيت على الخشبتين لصلبه يفترض معه رجعته في اخر الزمان في ترديد سمج و غناء و تنريم اشج الصوت للقول بالرجعة مع استبطان لا واعي لخرافة الهرمجدون العشتارية و التي تبناه اليهود اهل “المثناة “بالتلمود فيخبطون الخبط العشواء بين الرجعة و البعث و تستمر ملهاة و مأساة انتظار المخلص …. 

و يقول الشاعر : اسمع ان ناديت حيا … ولكن لا حياة لمن تنادي

وورد في كتاب التنزيل الحكيم : ” فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ( 52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53 الروم كما ورد ايضا بسورة الزخرف :” أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (40) ووورد ايضا : “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰ-;-ذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) الفرقان .