حديث الكساء مكذوب

حديث الكساء مكذوب

يستميت إخوتنا الشيعة (هداهم الله)، أن حديث الخمسة أصحاب الكساء، هو “الكتالوج” التوضيحي للمقصودين بأية للمباهلة بين النبي وأهل الكتاب حول المحاججة بخصوص ما نزل في كتاب الله عن عيسى:

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) ال عمران

وقيام كهنة فقه ما بعد الشيخ المفيد الكذاب، بتحنيط فهم الآية اعتماداً على حديث أصحاب الكساء الخمسة وهم: 

  • محمد 
  • علي 
  • فاطمة 
  • الحسن 
  • الحسين 

وعلاوة عن شبهة دلالة الرقم خمسة لاهوتياً وميثولوجياً، لتشابهه بالخمسة الذين لم يذرهم القوم الذي كان النبي بينهم وهم: ودّ وسواه ويغوث ويعوق ونسر، واستمرار أهمية التخميس المجوسي في الفرع الهندوسي (البرهمن) فإن هذا الفهم التناصي المسقط على النص القرآني يبقى متهافتاً جداً من أوجه عدة. إذ لم يعجز كتاب الله (لو كان القصد بالأبناء والنساء والأنفس هم الخمسة أصحاب الكساء) أن ينزل النص القرآني بأمر النبي أن يقول: “تعالوا ندع إبنتي وصهري وسبطيّ ثم نبتهل”.

لكن الآية قد ذكرت ما كان النبي يقوله (وبصيغة الجمع المتكلم وليس المفرد المتكلم) بما يبرهن بوضوح شديد، أن النبي لا يتكلم عن نفسه فقط، إنما عن جمع معه. والأرجح أنهم ملة الذين آمنوا. 

هذا علاوة على أن المشمولين بالابتهال هم الأبناء في حين أن للنبي بنات، كما جاء البيان بذلك في كتاب الله، وأن النبي ما كان أبا أحد من رجالكم، ليكون بالاستنتاج العكسي اباً للنساء. ولكن النساء بصيغة الجمع مشمولين في أية المباهلة، فلا يتداخل الأبناء من ذكر وانثى بصيغة الجمع مع النساء. فيما لم يكن كتاب الله بقول شاعر ليذكر الإمام علي بالنفس. إنما يكون ذكره لو أنه هو المقصود بالصهر فقط، بما تغيب مع ذلك الجهالة لمعرفته، وكل هذا يجعل الإسقاط التناصي للحديث المصنوع على الآية يشتد تهافته، لأن النفس لا تفيد الصهر.

ومما يزداد معه التهافت في كذب من صنع هذا الحديث من الرواة، جهله بأخبار التاريخ عن الفترة التي نزلت فيها سورة آل عمران، والتي كانت بعد معركة جبل أحد، في شهر شوال من العام 3 لتهجير النبي من أم القرى. ولو كانت الآية تقصد الخمسة المذكورين في الحديث لكان وجودهم أساساً لصدق الحديث. لكن باستقراء أخبار التاريخ بالمنهج، يتضح وجود أربعة منهم فقط (في أفضل الاحتمالات) وغياب الخامس والأخير في الترتيب. لكونه لا يزال في حكم العدم، وهو الحسين.

إذ أنه حسب ما ترجح من أخبار التاريخ، فإن السيدة فاطمة قد ولدت الحسن في شهر رمضان من العام الثالث، وهو خبر يتأكد باعتبار أن الإمام علي قد تزوج من السيدة فاطمة بعد معركة بدر، في شهر رمضان من العام الثاني. وبناء على كل هذا فقد غاب عن الكذاب الذي صنع الحديث، وجود أربعة فقط من الذين زعموا أنهم أصحاب الكساء. وهم رجلان ونفساء وصبي رضيع، ولا زال والخامس في حكم العدم. بما يفضح كذب من صنع الحديث من الرواة. 

ويضاف على كل هذا أن الآية 61 من آل عمران قد أمرت النبي بهذا الفعل عند الحاجة لذلك. ولم توثق حدثاً تاريخياً حتى يقع ربط الآية بالحديث الذي اتضح أنه مكذوب من الرواة. فكيف يغالي البعض الزعم كذباً من رواسب التراث المجوسي، أن الخمسة في حديث الكساء هم سبب وعلّة خلق السماوات والأرض، وأن أسماء الخمسة هي التي تعلمها آدم.

عجباً لمن يغالون في فهم كتاب الله على أساس حديث مكذوب من الرواة.