التصنيفات
دراسات

ملامح عن المنهج الحنيف

ليس للحنيف الرباني المسلم مذهباً ولا طائفةً. إنما هو على ملة إبراهيم حنيفا.

الحنيفية منهج معرفي جدلي، يقوم على قوانين الجدل الثلاثة:

  • الحركة
  • التغيير المستمر
  • التأثير والتأثر

وهو لا يقتصر على المادة فحسب، مثل المادية الجدلية. إنما يشمل المادة والإنسان في نشاطه العقلي المجرد، الذي يميزه عن الأنعام.

والحنيف لا يقوم بالدعوة، ولا يبذل أدني جهد في ذلك. ولا يبخع نفسه من أجل ذلك ايضاً.

ولا يهمه من ضلّ أو اهتدى، “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”. والحنيف عرِف الله رب العالمين، ثم قرأ الكتاب ليكون ربانياً، يدرس الناس بما في الكتاب، وهو لا يهتم بتجارة الأجر والثواب.

الفضل للحنفاء في هدم التراث العفن بالمنهج والحجة والبرهان. ونحن نعاني من تهجم الشيعة والسنة والاحمدية وغيرهم … على حد السواء.

الحنفاء أربعة أنواع:

  • الصابئين
  • الذين هادوا
  • النصارى
  • الذين آمنوا

ولئن لم نعد نعثر على إخواننا النصارى، فإن بيننا إخوة لنا من الذين هادوا والصابئين.

والحنفاء لا يعتبرون الآيات البينة المبصرة (المعجزات) فيها خرق لحتميات العلم وسنن العالم. إنما هي خرق للعادة وتكون لإسكات المكذبين. بينما الحنفاء لا حاجة لهم بها لأنهم يعرفون الله بالفطرة، ثم يقرأون الكتاب وهو ثاني عطفه، إذ إن الفطرة الإنسانية أول عطف.

والحنفاء يتعاملون مع القصص في كتاب الله بمنهج العلم والمعرفة، بعيداً عن الخرافة التي صنعها الكهنة.

كتاب الله ميسر للذِكر، وهو هدي لجميع الناس، وبالتالي فهو ميسر. وإن أحوجت الضرورة لتفسير المتشابه فيه، فنتبع منهج التفسير الذي بالكتاب نفسه، في الآية 33 من سورة الفرقان. وذلك بعد ترتيل وتقليم وتدبر.

والمنهج مشترك بين الحنفاء وليس فردانياً. رغم أن كل حنيف أمة بذاته. وإن حصل اختلاف بين حنيف وحنيف، فيقع حسمه بالحوار المعرفي العلمي. لأن لكل مسألة معرفية حل معرفي واحد لها، والمنهج من يحسم النزاع بينهما.

أما كتب تفسير السلف، فهي اجتهاد لمن كتابها وفق حدود السقف المعرفي لعصرهم. وهي اجتهادات خاصة بهم تدخل في تاريخ الفقه. لأن تاريخ الفقه هو تاريخ أخطاء الفقه. كما أن تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء العلم. وإلا لما إخترع الانسان العجلة.

ومنهج الحنيف صارم في قوانينه ومنطلقاته وأسلوبه وغاياته. ولكنه مرِن في تناوله للمسائل المعرفية. فهو في تنقيح ومراجعة دائمة. فالحنيفية مثل مياه النهر الدافق، بينما الكهنوت مجرد بركة ماء آسنة، لا يتغير الماء فيها.

وما يميز الحنيف أنه يخالف، ويعادي، إلى درجة العداء الدوغمائية. لذلك لا عقيدة له لأن العقيدة شرك بالله من جهة، وهي تناقض العلم تماماً من جهة أخرى. لذلك لا عقيدة للحنيف.

والحنيف يفرق بين:

  • كتابا الله
  • القرآن
  • الكتاب

وأخير المصحف وهو الشيء الذي يخط فيه كتاب الله. والذي يشمل كتاب القرآن وكتاب الكتاب وكتاب القصص وبقية الكتب الأخرى.

وقد وصل المصحف مصحفاً عن مصحف. فقرأه الحنيف ولم يجد فيه اختلافا كثير مثل ما في البرهان الذي بالآية 82 من سورة النساء.

وصل إلينا مصحف كتاب الله من النسخ من مصحف إلى مصحف، وهذا على مستوى الوثوقية الإيبوغرافية. مع ذلك بقيت التلاوة المحفوظة في الصدور عن ظهر قلب تعضد موثوقية المصحف.

وبذلك بقيت مشكلة التلاوات مجرد محاولة فاشلة لتحريف الكلم من بعد مواضعه. مثل حال كهنة التراث يعمدون إلى تحريف الكلم عن مواضعه في تفسيراتهم، ولغو اللغة التي صنعوها، وهي لغة وليست لسان.

كتاب الله كتاب مرقوم، يفضح كل من يحاول تحريفه. وأدق مصحف هو تلاوة قالون عن نافع.

أما العبادة فهي في الآيات 151 إلى 153 من سورة الانعام. والمحرمات هي 14 محرم.

نحن نخالف في الأربعة شعائر المشركين السنة والشيعة ومن معهم من الإباضية والأحمدية. ولنا في أقوال لا تخالف ما في كتاب الله، وما في كتاب الله عنها فعلناه. وما كان خارجا عنه تركناه.

ونقول على النبي محمد أنه يتبع ملة إبراهيم، وهو خاتم النبين. وما على الرسول إلا البلاغ المبين. وليس له صلاحية التحريم والتحليل. وهو بشر مثلنا. وقد مات بينما ترك لنا الرسول وهو كتاب الله.

نحج في أشهر الحج السبعة، وليس في ظهر الحج الأكبر الذي جعلوه في غير وقته. وفيه:

  • لا رمي لحجر على حجر
  • لا وقوف على الحجر
  • لا تقبيل لحجر
  • لا سعى بالهرولة بين حجر وحجر (الصفا والمروة)
  • لا دوران لسبع أشواط حول مكان البيت

فالحجر الاسود هو حجر خرق الحيض حسب عقيدة عشتار العزى، وهو طقس وثني.

والسعي بين حجري الصفا والمروة هي من العادات المنتخبة من سفر التكوين في الكتاب المقدس. بينما الهرولة حول مكان البيت، وهي صلاة المكاء فهي فعل هندوسي. والتلبية فعل شركي من أهل الحمس والطلس. وليس من أهل الحق الذين لا يفعلونه. والطواف هو إطعام الصانع والمعتر والفقير، وليس الهرولة.

الصيام يكون في شهر مضان الحقيقي، في موعده المضبوط في كتاب الله، وهو في شعر الرمض. والرمض هي فترة خروج الحرارة من الصخر والرمل. وتكون في بداية الخريف بالتزامن مع الاعتدال الخريفي في النصف الشمالي للأرض. وبعده مع أول هلال للشهر القمري. وليس مثل روزنامة كهنة معبد آمون، التي هي روزنامة النبي التي وقع تزويرها في عصر بني أمية.

والصيام بالشهر حكمه التطوع. ومن لم يرغب في الصيام فعليه الفدية.

وفيما يتعلق بصدقة الزكاة فنحن نخالف شريعة يهود بإخراج العشر، وإيتاء صدقة الزكاة هي خمس الغنيمة. والغنيمة هي كل ما يغنم من بعد بذل الجهد بعد طرح النفقات من المكسب الجملي. ويكون دفعها بالموسم لكل نوع من المال.

وأما إقامة الصلاة لها ثلاث مواقيت:

  • الفجر
  • الوسطى
  • العشاء

وإقامة الصلاة بذكر الله وحده، وبالخرّ ركوعا وسجودا لمن أراد ذلك فقد علم كل صلاته.

نزار الفجاري

بواسطة نزار الفجاري

الأستاذ نزار الفجاري باحث في الفقه و تاريخ الفقه ويشغل خطة قاض من الرتبة الثالثة بمحكمة الاستئناف بالقيروان.

تعليقين على “ملامح عن المنهج الحنيف”

والحمد لله … الاطعام في الحج للقانع والمعتر والفقير .. حبيبي استاذي نزار ربي يحميك اخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *