لما نقول إن العقيدة هي شرك بالله لدين آخر موازي، مع الدين في كتاب الله، يلومنا البعض على نعت من يتبع العقيدة ليشركها مع الإيمان بالشرك.
إذ “وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ”…
العقيدة هي أفكار كهنوتية دوغمائية، لا تقبل حتى إعادة التفكير فيها لمن يقع تلقينه لها. والعقيدة هي تلبيس الكهنة الاتباع.
وعقيدة انتظار السيد أدونيس دموزي الغائب في عالم الظلمات، داخل الأرض هي في أسطورة القمح القتيل فقط. الذي يحيى في الربيع، ويموت بالحصاد في شهر الحر تموز، ليقع دفنه في شهر تشرين.
وهذه طقوس معابد عشتار المخصبة، وحبيبة دموزي التي تنوح على حبيبها منذ مقتله في تموز وتفرح عند ولادته من جديد من الأرض.
والأسطورة هي تعبيرة مجازية شديدة المجاز والترميز، لنقل معرفة الإنسان الأول لمن بعده، لتوثيق التجارب الإنسانية الأولى، عن التعامل مع المعرفة بالزراعة وتوثيق مواقيت البذر وظهور الزرع وميقات حصاده.
ولكن الكهنة يخرجون الأسطورة من سياقها المعرفي، ويجعلونها خرافة بعد القيام بإسقاطات كهنوتية إحيائية عليها، بجعل شخوص لها كما حصل ذلك من كهنة “كنيسة الشيخ المفيد الكذاب” الذي أوهم الشيعة الإمامية، بعودة أدونيس دموزي من عالم الظلمات، بعد نزوله الي السرداب. وراح يكذب عليهم بأنه تلقى منه رسائل مكتوبة، فيها أخبار ستقع ثم اتضح الكذب المبين لهذا الشيخ المفيد الكذاب.
وما ذهب له السومريون من جعل أدونيس (السيد) ينزل إلى عالم الظلمات عند دفنه، ثم حياته من جديد في الربيع مع النيروز. ما هو إلا من بقايا الميثولوجيا السومرية التي تعظم رب الأرض أنجي، وهو ابن الإله أنو كبير الأرباب، المتربع في عرش السماء. والذي ترك ابنه أنجي / أنكي في الارض بعد أن أرسله لجمع الذهب.
فقام
أنجي بخطف اثنين من الإناث من كائن اسمه “لولو_ادامو”. وأنجب منهما نسلا
كانوا بعد ذلك أبناء أنكي. ويقولون عن أنفسهم إنهم “أبناء الرب”. وعبارة
أنوناكي تفيد بعد ترجمتها، أبناء أنجي. وهي نفس الفكرة التي اقتبسها يهود أسفار
عزير بأن جعلوا أنفسهم أبناء الرب. وهو ما أخبرنا به القرآن بقولهم “أبناء
الله واحباؤه”. وفي هذا استمرار لتوظيف الأسطورة بجعلها حكاية دينية، حتى أصبح
اليهود يتقولون بأنهم:
شعب الله المختار. وهم
الأخيار والبقية هم من الأغيار. مثل البهائم التي لا روح لها، إنما لها نفس فقط ولا
جناح عليهم في قتلهم أو سبيهم أو استرقاقهم.
وقد حمل السومريون الانوناكي عبادة الرب أنجي من براكين زنجبار. ولا زالت إلى اليوم بعض قبائل ذرية قايين (القينيين / الكينيين) تعبده وتقدم له قرابين الدم على المرتفعات. فهو رب الأرض والطور.
ولم يرهق كهنة كنيسة الشيخ المفيد أنفسهم طويلا إذ وجدوا وانتحلوا من تراثهم النسطوري المسيحي فكرة أن يسوع له أقنوم بشري وآخر إلهي. فأسقطوا جميع تلك الهرطقات على شخص النبي محمد تحت صفة “المعصوم”. الذي له الكمال كما كانوا يرون ذلك في رب الأرض يسوع، الذي أخذ مكان أنجي. ثم اعتبروا ذرية محمد أبناء الرب، أي أنوناكي، لتستمر ملهاة ومأساة تشطية الاسطورة إلى خرافات ميثولوجية (الميثولوجية هي عقيدة تقديس الآباء من السلف وهي ميث + لوجوس أي فكرة الموتى). ليستمر النواح على نزول الرب دموزي تحت الأرض إلى عالم الظلمات الذي يحكمه رب الأرض أنجي (جي هي الأرض عند السومريين). الذي غاب تحت الأرض وترك الأبناء ينتظرون عودته ليقتص لهم من الآخرين “الأغيار” الذين أفسدوا في الأرض. ولذلك ينتظرون عودة دموزي ابن أنجي ممثلا في دموزي ليملأ الأرض نوراً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً. ويحقق عند ظهوره مملكة كبير الأرباب أنو على الأرض.
هكذا هي العقيدة تجنح بمن يتلبس بها إلى عبادة الوهم والجبت بانتظار عودة ابن دموزي ابن الرب أنجي وحبيبه.
و “مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ” ولا ينزل وحي على بشر من بعده. لذلك لن يعرف هذا الغائب متى سيكون وقت ظهوره، لأن هذا الغائب مجرد وهم إشاعه أربعة انتهازيين كذبوا كذبة كبيرة، ليواصلوا السيطرة على أموال الخمس من بعض شيعة الإمام علي وذريته، بعد أن وقع جعل الأقربين في مكان ذي القربى من التلبيس على من لا يفقه من الموالي.
إنها الكاميرا الخفية الأشد فتكا بالعقول، وهي الكاميرا الخفية لدموزي حبيب عشتار.
وما ينظرون إلا لسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء وما هو إلا وهم خيال. وأنها لا تعمى الأبصار، إنما تعمى القلوب التي بالصدور.
أما المهدي المخلص المنتظر، فهو أحمد الذي ظهر محمداً وأبلغ الرسالة، وهي كتاب الله الهادي. فقد هدى للناس، ولا إكراه فيه للناس على الإيمان. فقد تبين الرشد من الغي. وإنك لن تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء.