التصنيفات
دراسات

فلسطين – المعركة

مع قول كلمة فلسطين على أرض الشام، نخسر المعركة معرفيا قبل أن تبدأ صلصلة السلاح. لأن من جعل لتلك الأرض هذا الاسم هو وعد بلفور والانتداب البريطاني.

من يجعل الصراع دينياً حول حجارة مقدسة، فهو مهزوم من البداية. لأنه لا قداسة لصخرة تلة إيلياء.


الصراع على الأرض، حتى وإن كان معبد الصخرة مذبحاً يهودياً للمزراحيم أو السفارديم أوالمكربيم. وأراد الصهاينة الأشكيناز والدونما وبقية صهاينة الشتات اغتصابه.

فلسطين منذ مائة عام ليست أرض فلشتيم المذكورة في أسفار الكتاب المقدس.

فويل لأمة غابت عنها الجغرافيا فراوغها التاريخ! وويل لأمة جهلت تاريخها، فهذه أمة لن تكون قيمة على حاضرها ولا ضامنة لمستقبلها.

ومن قال إن هيكل هيرودوس الأدومي هو المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء، فهو لا يعرف القراءة وأجهل الجاهلين بجغرافية كتاب الله.

خدعوكم لمّا جعلوا إسم أرض الشام هو “فلشتيم” وابتلعتم الطعم مثل السمكة الغبية.

تبا لأمة إذا غضبت عملت #هاشتاغ أو أبدلت صورة حساب الفايسبوك. وتبا لأمة تثور من أجل بضعة حجارة، ولا تثور لتقتيل وتشريد الملايين.

تبا لأمة تثور لمسجد ضرار، بناه عبد الملك، وسحب الاسم عليه من الكتاب، وأمر أهل العراق والشام بأن يحجوا إليه بسبب خلاف مع عبد الله بن الزبير. الذي قتل رميا بالمدفعية وتهدم معه جزء من جدار الكعبة. ولا تثور لمقتل الآلاف من أبناء الأرض في كل اعتداء صهيوني سافر.

تبا لأمة مبادؤها تتجزأ وتتبدل. فالموضوع ليس مدينة القدس وحسب، الموضوع أرض كاملة وشعب مهجر بلغ العشرة ملايين نسمة. الموضوع كرامة تنتهك ورؤوس تطأطئ تقطر بالعار.

تبا لأمة استبيحت أرضها فأرعدت وأزبدت وتمخضت، لتلد اعتصاما صامتا في جامعة، أو هتافا في طريق.

تبا لأمة أنهكها الفقر وتدعي أنها تستطيع أن تحرر أرضا وهي لا تستطيع أن تهزم رغيف الخبز. أمة عشعش فيها سرطان الجهل، وتدعي أنها تستطيع أن تحرر أرضا، وهي لا تستطيع الاستغناء عن منتجات من سلبها.

الأزمة ليست سياسية ولا دينية ولا أيدولوجية ولا اقتصادية ولا اجتماعية ولا ولا ولا…

الأزمة أزمة جينية وراثية. كان فقدان الإنسان فيها وتحوله مسخا، تمهيدا لفقدان الأرض وآخر ملامح الحياة.

الأزمة أزمة إنسان جبل على العبودية ولا يعرف الحرية. الأزمة أزمة إنسان جبل على الجهل فلا يدرك ولا يعلم. الأزمة أزمة مبادئ وتلون.

خدعكم يهود الأشكيناز والدونما والشتات، عندما سحبوا جغرافية الكتاب المقدس من أسفار التناخ على أرض الشام، وسحبوا معها جغرافية الكتاب، فصدقهم من كان على ملتهم.

خدعكم يهود الأشكيناز والدونمة والشتات، عندما جعلوا أرض إيجيبت هي مصر الكتاب، عندما جعلوا إيلياء هي أورشليم، عندما جعلوا الخليل هي حبرون، عندما جعلوا فلسطين هي فلشتيم، عندما جعلوا نهر الشريعة هو نهر يردن.

خدعوكم عندما ألبسوا هذه الأرض هالة القداسة، فحولوكم من إنسانيين إلى قنابل موقوتة تتفجر بضغطة زر منهم. منذ أيام قليلة، ثار الناس من أجل وضع بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى، وصدحتم الأقصى ينتصر! واليوم تباكيتم وقلتم للبيت رب يحميه.

عدتم الى الشماعة التي أشربتموها في قلوبكم، الله والرب. نلقي عليه آمالنا وآحلامنا وخسراننا وخيباتنا. ألا تعلمون أن لكم سبعين عاما تدعون عليهم ولا شيء يتغير؟! إلا أننا نزداد تقهقراً وتقعراً ويزدادون هم هيمنةً وانتفاخاً. ألا تعلمون أن لو وحد المسلمون “و الأجدر أن أقول المتأسلمون” دعاءهم في ساعة واحدة، من أطهر بقعة في البيت الحرام، على أن يجعلوا كوب الماء الذي على طاولة ترامب أن يميل قليلا فينسكب على قراره ليفسده لما أفلحتم.

أفيقوا من أحلامكم، قتلتمونا بها! ونحن لن نقتل أولادنا مثلما فعلتم بنا. عشنا على وهم، شربنا وهماً، وحلمنا بوهم. الحرية لا تُنتظر ممن عشق الاستعباد والمسكنة. فالمفلس لا تقبل منه صدقة. آن أوان الثورة الحقة، ثورة المعرفة، ثورة العلم، ثورة السؤال، ثورة بناء الإنسان الذي مات فينا وساعدتموهم على اغتياله.

أفيقوا من أمانيكم، واعملوا، انفضوا عنكم غبار الهود الذي زرعت بذوره فيكم من بعد موت النبي. بذور الهود التي استحالت غابات حرجية. الهود الذي يجعل الأجوبة منتهى المطلب والمراد. وازرعوا مكانها بذور الحنف، حنيفية إبراهيم، التي تجعل الأجوبة تستحيل سيلا من الأسئلة.

أفيقوا من سبات الجهل، وانطلقوا في ملكوت الله، الله وحده هو المسلَّمة. وما دونه لا يتعدى كونه مصادرات معرفية كما تحتمل الحق، تحتمل البطلان. الزموا كتاب الله، مفصل مبين واضح لمن أقبل عليه. تخلصوا من التصورات الذهنية والدوغمائية إذا اقبلتم عليه، لا تقيدوه بها لتجعلوه محكوما، بل انطلقوا منه للحكم على ما في خارجه، واجعلوه حكماً.

حرموكم السؤال، حرموكم الحب، حرموكم المعرفة، حاربوهم بمنهج إبراهيم، منهج السؤال، منهج المعرفة. حاربوهم بشريعة محمد في كتاب الله، شريعة الحب والسلام. امتلكوا حريتكم وأعتقوا بالعلم رقابكم. اجعلوا شهادتكم لله، اتركوا مثناتهم يخلو لكم وجه ربكم. اخرجوا من دين الآباء أفواجا، لتدخلوا في دين الله أفواجا.

وهذا وعد الله لكم إن أردتم النصر:

بَلِ اتَّبَعَ الَّذينَ ظَلَموا أَهواءَهُم بِغَيرِ عِلمٍ فَمَن يَهدي مَن أَضَلَّ اللَّهُ وَما لَهُم مِن ناصِرينَ (29) فَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنيفًا فِطرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النّاسَ عَلَيها لا تَبديلَ لِخَلقِ اللَّهِ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ (30) مُنيبينَ إِلَيهِ وَاتَّقوهُ وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكونوا مِنَ المُشرِكينَ (31) مِنَ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعًا كُلُّ حِزبٍ بِما لَدَيهِم فَرِحونَ (32) سورة الروم

إِن يَنصُركُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُم وَإِن يَخذُلكُم فَمَن ذَا الَّذي يَنصُرُكُم مِن بَعدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ (160) سورة آل عمران

يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدامَكُم (7) وَالَّذينَ كَفَروا فَتَعسًا لَهُم وَأَضَلَّ أَعمالَهُم (8) ذلِكَ بِأَنَّهُم كَرِهوا ما أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحبَطَ أَعمالَهُم (9) أَفَلَم يَسيروا فِي الأَرضِ فَيَنظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذينَ مِن قَبلِهِم دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيهِم وَلِلكافِرينَ أَمثالُها (10) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَولَى الَّذينَ آمَنوا وَأَنَّ الكافِرينَ لا مَولى لَهُم (11) سورة محمد

فالزموا ربكم وكتابه، واتركوا عنكم ما دونه، فلا يغني الظن من الحق شيئاً. كونوا حنفاء ربانيين كما أمركم الله، على ملة إبراهيم وشرعة محمد التي في الكتاب. عودوا وكفاكم تجذيفاً في بحور الضياع.

عودوا حتى نعيد إحياء الإنسان ونسترجع الأرض ونعمرها كخلفاء لله فيها على مراد الله، لا على مراد يهود الأشكيناز والدونمة والشتات الصهاينة ومن وافقهم من أبناء جلدتنا، ونحن من هؤلاء جميعا براء.

عودوا فلم يبق شيء، فلقد سقطت كل أوراق التوت، ولكننا لا نرى سوءاتنا ولا عوراتنا ولا عوارنا. عودوا الى الله مولاكم، عودوا الى كتابه وكفى به للطريق خريطة، عودوا وكفانا ذلا وهوانا، عودوا.

التصنيفات
دراسات

الكاميرا الخفية لدموزي حبيب عشتار

لما نقول إن العقيدة هي شرك بالله لدين آخر موازي، مع الدين في كتاب الله، يلومنا البعض على نعت من يتبع العقيدة ليشركها مع الإيمان بالشرك.

إذ “وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ”…

العقيدة هي أفكار كهنوتية دوغمائية، لا تقبل حتى إعادة التفكير فيها لمن يقع تلقينه لها. والعقيدة هي تلبيس الكهنة الاتباع. 

وعقيدة انتظار السيد أدونيس دموزي الغائب في عالم الظلمات، داخل الأرض هي في أسطورة القمح القتيل فقط. الذي يحيى في الربيع، ويموت بالحصاد في شهر الحر تموز، ليقع دفنه في شهر تشرين. 

وهذه طقوس معابد عشتار المخصبة، وحبيبة دموزي التي تنوح على حبيبها منذ مقتله في تموز وتفرح عند ولادته من جديد من الأرض.

والأسطورة هي تعبيرة مجازية شديدة المجاز والترميز، لنقل معرفة الإنسان الأول لمن بعده، لتوثيق التجارب الإنسانية الأولى، عن التعامل مع المعرفة بالزراعة وتوثيق مواقيت البذر وظهور الزرع وميقات حصاده. 

ولكن الكهنة يخرجون الأسطورة من سياقها المعرفي، ويجعلونها خرافة بعد القيام بإسقاطات كهنوتية إحيائية عليها، بجعل شخوص لها كما حصل ذلك من كهنة “كنيسة الشيخ المفيد الكذاب” الذي أوهم الشيعة الإمامية، بعودة أدونيس دموزي من عالم الظلمات، بعد نزوله الي السرداب. وراح يكذب عليهم بأنه تلقى منه رسائل مكتوبة، فيها أخبار ستقع ثم اتضح الكذب المبين لهذا الشيخ المفيد الكذاب.

وما ذهب له السومريون من جعل أدونيس (السيد) ينزل إلى عالم الظلمات عند دفنه، ثم حياته من جديد في الربيع مع النيروز. ما هو إلا من بقايا الميثولوجيا السومرية التي تعظم رب الأرض أنجي، وهو ابن الإله أنو كبير الأرباب، المتربع في عرش السماء. والذي ترك ابنه أنجي / أنكي في الارض بعد أن أرسله لجمع الذهب.

فقام أنجي بخطف اثنين من الإناث من كائن اسمه “لولو_ادامو”. وأنجب منهما نسلا كانوا بعد ذلك أبناء أنكي. ويقولون عن أنفسهم إنهم “أبناء الرب”. وعبارة أنوناكي تفيد بعد ترجمتها، أبناء أنجي. وهي نفس الفكرة التي اقتبسها يهود أسفار عزير بأن جعلوا أنفسهم أبناء الرب. وهو ما أخبرنا به القرآن بقولهم “أبناء الله واحباؤه”. وفي هذا استمرار لتوظيف الأسطورة بجعلها حكاية دينية، حتى أصبح اليهود يتقولون بأنهم:
شعب الله المختار. وهم الأخيار والبقية هم من الأغيار. مثل البهائم التي لا روح لها، إنما لها نفس فقط ولا جناح عليهم في قتلهم أو سبيهم أو استرقاقهم.

وقد حمل السومريون الانوناكي عبادة الرب أنجي من براكين زنجبار. ولا زالت إلى اليوم بعض قبائل ذرية قايين (القينيين / الكينيين) تعبده وتقدم له قرابين الدم على المرتفعات. فهو رب الأرض والطور.

ولم يرهق كهنة كنيسة الشيخ المفيد أنفسهم طويلا إذ وجدوا وانتحلوا من تراثهم النسطوري المسيحي فكرة أن يسوع له أقنوم بشري وآخر إلهي. فأسقطوا جميع تلك الهرطقات على شخص النبي محمد تحت صفة “المعصوم”. الذي له الكمال كما كانوا يرون ذلك في رب الأرض يسوع، الذي أخذ مكان أنجي. ثم اعتبروا ذرية محمد أبناء الرب، أي أنوناكي، لتستمر ملهاة ومأساة تشطية الاسطورة إلى خرافات ميثولوجية (الميثولوجية هي عقيدة تقديس الآباء من السلف وهي ميث + لوجوس أي فكرة الموتى). ليستمر النواح على نزول الرب دموزي تحت الأرض إلى عالم الظلمات الذي يحكمه رب الأرض أنجي (جي هي الأرض عند السومريين). الذي غاب تحت الأرض وترك الأبناء ينتظرون عودته ليقتص لهم من الآخرين “الأغيار” الذين أفسدوا في الأرض. ولذلك ينتظرون عودة دموزي ابن أنجي ممثلا في دموزي ليملأ الأرض نوراً وعدلاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً. ويحقق عند ظهوره مملكة كبير الأرباب أنو على الأرض.

هكذا هي العقيدة تجنح بمن يتلبس بها إلى عبادة الوهم والجبت بانتظار عودة ابن دموزي ابن الرب أنجي وحبيبه.

و “مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ” ولا ينزل وحي على بشر من بعده. لذلك لن يعرف هذا الغائب متى سيكون وقت ظهوره، لأن هذا الغائب مجرد وهم إشاعه أربعة انتهازيين كذبوا كذبة كبيرة، ليواصلوا السيطرة على أموال الخمس من بعض شيعة الإمام علي وذريته، بعد أن وقع جعل الأقربين في مكان ذي القربى من التلبيس على من لا يفقه من الموالي.

إنها الكاميرا الخفية الأشد فتكا بالعقول، وهي الكاميرا الخفية لدموزي حبيب عشتار.

وما ينظرون إلا لسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء وما هو إلا وهم خيال. وأنها لا تعمى الأبصار، إنما تعمى القلوب التي بالصدور.

أما المهدي المخلص المنتظر، فهو أحمد الذي ظهر محمداً وأبلغ الرسالة، وهي كتاب الله الهادي. فقد هدى للناس، ولا إكراه فيه للناس على الإيمان. فقد تبين الرشد من الغي. وإنك لن تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء.

التصنيفات
دراسات

متعة البغاء

بعيداً عن روايات الحديث المكذوبة في الكثير منها. وبالنظر إلى أن أخبار التاريخ لا تحل محل الدين الذي ليس له مصدر إلا مصحف كتاب الله فقط. لأنه ما على الرسول إلا البلاغ المبين، حتى لا يتحجج علينا مشرك بالله من المثنوية الذين يشركون النبي في الدين مع الله. والنبي لم يقدر أن يحرّم على نفسه إذ عاتبه الله علي ذلك في سورة التحريم. فإن النظر الفقهي في مسألة عقد المتعة يقتصر على ما في كتاب الله فقط.

لم نجد في كتاب الله ما يفيد دونية المرأة في مقابل المرء كما هو الحال في كتب يهود. ولا نجد حكاية الضلع الأعوج التي يراد منها تمجيد الذكر في مقابل الأنثى، بجعل الذكر مصدر الخلق في حين أن الأصل في نظرية الخلق أن الأنثى هي الأصل بداية من النفس الواحدة، ثم التسوية. إلى حين جعل آدم كفصيلة بشرية خليفة للجبلة الأولين. فكان الاصطفاء له من بين زمرة الفصيلات البشرية الباقية، والتي لم تكتمل تسويتها. إنما اقتربت من فصيلة آدم، فصيلة زوج آدم فقط. وبقية الفصيلات الستة الأخرى على بهيميتها. لذلك كان النهي عن الأكل من الشجرة.

والأنثى فيسيولوجياً وجينالوجياً هي الأصل. وإلا لما كان للذكور أثداء. وتسير ميثولوجيا الإنسان الأول على هذا المعطى، مع تصويره مجازياً وترميزياً بأسلوب أحيائي. في العديد من المجتمعات ولا يشذّ عنها في ذلك، إلا المجتمعات اليهودية التي قتلت “الربّة” القمرية، الأم “إنانا” في مقابل إحياء “الرب” الشمس “آوتو”. بعد إخصاب الربة عشتار الزهرة، فكانت أم أبيها الشمس، وذلك مع بداية حقبة ممارسة الزراعة. فتحولت المجتمعات الأمومية إلى مجتمعات أبوية بطرياكية، وانطلقت حقبة التعامل مع الأنثى على أنها ليست إنسان، إنما بهيمة إسوة بامرأة قايين وامرأة شيث في سفر التكوين.

لم تتغير هذه النظرية الدونية مع ظهور الأسفار التي كتبت من بعد موسى. إذ بقيت المرأة الزوجة محرومة من الإرث وليس لها إلا نفقة عمرية من التركة. فيما لا ترث البنت منفردة أو البنات إن تعددن إلا بشرط نكاح بني اعمامهن (يراجع سفر العدد عن ميراث بنات صلفحاد).

وحتى الكنيسة المسيحية لم تقم بأي تنقيح إلا بعد ظهور القانون الروماني على يد جوستنيان، في القرن السادس ميلادي. بجعل أحكام الإرث هي أحكام الدولة، وليس ما في أسفار العهد القديم. بينما نزل كتاب الله واضحاً صريحاً فصيحاً وعربياً في جعل نصيب الإناث محميا من التلاعب والالتفاف. لكونه حداً من حدود الله، لا يقع الاقتراب منها.

واتضح بالنظر لجعل نصيب الأنثى الزوجة فريضة، أن الفرق بين الزوجة والبغي هو الحق الاجتماعي في الإرث. إذ ترث الزوجة، والبغي لا إرث لها. رغم أن النكاح عقد والبغاء عقد أيضا.

وعقد البغاء هو الذي يتفق بمقتضاه ذكر وأنثى على التلذذ بجسم الآخر في مقابل دفع مقدار متفق عليه من المال مسبقا.

وطالما كان عقد النكاح ميثاقاً غليظاً، وأن الزوجة لا ترث نصيبها الفرض إلا بعقد نكاح كامل الأركان والشروط والأوصاف. إذ لا ارث للزوجة بعقد نكاح فاسد لبطلانه. لأن العقد الباطل للزوجة لا عمل عليه عند قسمة التركة، فيما ينتج بقية آثاره الأخرى.

وطالما أن نكاح ما ملكت الأيمان هو عقد نكاح، فلا فرق بين الزوجة في كلا العقدين، إلا عند اقتراف سوأة الفاحشة فيما لا فرق عند الإرث.

ولما كانت أحكام ما ملكت الأيمان أحكاما انتقالية لتسوية الوضعيات العالقة بعد تحريم السبي، والاسترقاق بالآية 33 من سورة الأعراف، لكون هذا الفعل بغي بغير حق، فإنه قد كان من الحتمي أن يقع الامتناع والكفّ عن استمرار حالة “ما ملكت ايمانكم”. لكونها عبارة تفيد حصول الفعل في الماضي، وليس الحاضر ولا المستقبل.

فإن التحايل الاشتراعي عليها من كهنة فقه شرعنة الواقع، الذي لم يتخلص ممن رواسب شريعة يهود التي تبيح فتيات الغوئيم / الاغيار (الأمّيين). فقد تم الإستمرار على السبي للفتيات مع وطئهن دون عقد حتى تحت نظام جواري الحرملك. وهو فعل محرم في المجتمعات السنّية.

فيما ظهر تحايل اشتراعي محتشم، يحاول التماهي مع ما في الكتاب من المقتضيات، وتجنب ما فيه من نواهي. بجعل عقد النكاح المحدد المدة (والذي لا حكم يمنعه في كتاب الله) في وضع فتيات ما ملكت الإيمان بموجب ما تقبضه من أجر. في مقابل تنازلها المسبق عن الحق الاحتمالي في الإرث لو توفي الزوج أثناء مدة العقد. وذلك لاستبطان فقهاء الشرعنة هؤلاء حكم عدم ميراث المرأة في نكاح ما ملكت الإيمان، والحال عكس ذلك من كتاب الله بالنظر لكون هذه المرأة قد أحصنت بالعقد. ولها الحق محاصصة الزوجة أو الزوجات عند التعدد معهن في الإرث، لمناب بالتساوي معهن من نصيب الزوجة.

ومع نظر فقهاء شرعنة عقد المتعة للمرأة المتمع بها على كونها من فتيات ما ملكت الإيمان، فقد أسقطوا عنها الحق في الارث بموافقتها على ذلك عند إبرام العقد. وهي مذعنة وجعل نفسها مما ملكت الإيمان، بمجرد قبضها الأجر في محاكاة لشراء فتاة سبية ليكون الأجر في محل ثمن الشراء. 

ولم يغب عن فقهاء الشرعنة إيجاد مرتكز من كتاب الله لإضفاء “الشرعية” على عقد البغاء، بتسميته خداعا بعقد نكاح المتعة. اشتقاقاً من عبارة “فما استمتعتم به منهن”. والانطلاق من معطى دارج في المجتمعات اليهودية أن المرأة ليست إنساناً. وهي مثل أتان أو العربة أو المحراث بالبيت. 

والجدير بالتنويه أنه علاوة عن تعضية عبارة “فما استمتعتم به منهن” وبترها عن سياقها الخاص والعام، فإنه يقع فهمها “فما استمعتم بهن”. وكأن فرج المرأة مجرد متاع مثل من يكتري عربة مع أتان في موسم فلاحي لنقل المحصول. 

ولو كانت العبارة بالاية 24 من سورة النساء هكذا.: “فما استمتعم بهن” لجاز اعتبار المرأة متاعا لكن الآية تشير إلى متاع من المرأة في الهاء كضمير متصل في “به”.

ولا خلاف بالاعتماد عليه ترتيل جذر “م ت ع” في كتاب الله، أن المرأة ليست متاعاً. إنما هي صنو المرء، وأن تسمية عقد البغاء بنكاح المتعة، لا يجعل منه عقد ميثاق غليظ. إذ العبرة ليست باسم العقد، إنما بالاتفاقات المضمنة به، والآثار الناتجة عنه. لأن معيار التفرقة بين المرأة الزوجة والفتاة البغي، هو حق الزوجة المفروض من كتاب في الارث لكونه من حدود الله.

وأما في حالة لا توارث بين ملَّتين التي اشترعها الفقه، فإن الزوجة الكتابية قد ترث إن أصبحت من ملة الذين آمنوا لعدم تنازلها المسبق عن حقها الاحتمالي في الارث كزوجة.

المجتمعات اليهودية تنظر للمرأة كمتاع لذلك حصل التأثر الفقه الشيعي من بعد التثاقف مع يهود على بلاد فارس، التي تسمت على اليهود الفريسيين.

التصنيفات
دراسات

حديث الكساء مكذوب

يستميت إخوتنا الشيعة (هداهم الله)، أن حديث الخمسة أصحاب الكساء، هو “الكتالوج” التوضيحي للمقصودين بأية للمباهلة بين النبي وأهل الكتاب حول المحاججة بخصوص ما نزل في كتاب الله عن عيسى:

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) ال عمران

وقيام كهنة فقه ما بعد الشيخ المفيد الكذاب، بتحنيط فهم الآية اعتماداً على حديث أصحاب الكساء الخمسة وهم: 

  • محمد 
  • علي 
  • فاطمة 
  • الحسن 
  • الحسين 

وعلاوة عن شبهة دلالة الرقم خمسة لاهوتياً وميثولوجياً، لتشابهه بالخمسة الذين لم يذرهم القوم الذي كان النبي بينهم وهم: ودّ وسواه ويغوث ويعوق ونسر، واستمرار أهمية التخميس المجوسي في الفرع الهندوسي (البرهمن) فإن هذا الفهم التناصي المسقط على النص القرآني يبقى متهافتاً جداً من أوجه عدة. إذ لم يعجز كتاب الله (لو كان القصد بالأبناء والنساء والأنفس هم الخمسة أصحاب الكساء) أن ينزل النص القرآني بأمر النبي أن يقول: “تعالوا ندع إبنتي وصهري وسبطيّ ثم نبتهل”.

لكن الآية قد ذكرت ما كان النبي يقوله (وبصيغة الجمع المتكلم وليس المفرد المتكلم) بما يبرهن بوضوح شديد، أن النبي لا يتكلم عن نفسه فقط، إنما عن جمع معه. والأرجح أنهم ملة الذين آمنوا. 

هذا علاوة على أن المشمولين بالابتهال هم الأبناء في حين أن للنبي بنات، كما جاء البيان بذلك في كتاب الله، وأن النبي ما كان أبا أحد من رجالكم، ليكون بالاستنتاج العكسي اباً للنساء. ولكن النساء بصيغة الجمع مشمولين في أية المباهلة، فلا يتداخل الأبناء من ذكر وانثى بصيغة الجمع مع النساء. فيما لم يكن كتاب الله بقول شاعر ليذكر الإمام علي بالنفس. إنما يكون ذكره لو أنه هو المقصود بالصهر فقط، بما تغيب مع ذلك الجهالة لمعرفته، وكل هذا يجعل الإسقاط التناصي للحديث المصنوع على الآية يشتد تهافته، لأن النفس لا تفيد الصهر.

ومما يزداد معه التهافت في كذب من صنع هذا الحديث من الرواة، جهله بأخبار التاريخ عن الفترة التي نزلت فيها سورة آل عمران، والتي كانت بعد معركة جبل أحد، في شهر شوال من العام 3 لتهجير النبي من أم القرى. ولو كانت الآية تقصد الخمسة المذكورين في الحديث لكان وجودهم أساساً لصدق الحديث. لكن باستقراء أخبار التاريخ بالمنهج، يتضح وجود أربعة منهم فقط (في أفضل الاحتمالات) وغياب الخامس والأخير في الترتيب. لكونه لا يزال في حكم العدم، وهو الحسين.

إذ أنه حسب ما ترجح من أخبار التاريخ، فإن السيدة فاطمة قد ولدت الحسن في شهر رمضان من العام الثالث، وهو خبر يتأكد باعتبار أن الإمام علي قد تزوج من السيدة فاطمة بعد معركة بدر، في شهر رمضان من العام الثاني. وبناء على كل هذا فقد غاب عن الكذاب الذي صنع الحديث، وجود أربعة فقط من الذين زعموا أنهم أصحاب الكساء. وهم رجلان ونفساء وصبي رضيع، ولا زال والخامس في حكم العدم. بما يفضح كذب من صنع الحديث من الرواة. 

ويضاف على كل هذا أن الآية 61 من آل عمران قد أمرت النبي بهذا الفعل عند الحاجة لذلك. ولم توثق حدثاً تاريخياً حتى يقع ربط الآية بالحديث الذي اتضح أنه مكذوب من الرواة. فكيف يغالي البعض الزعم كذباً من رواسب التراث المجوسي، أن الخمسة في حديث الكساء هم سبب وعلّة خلق السماوات والأرض، وأن أسماء الخمسة هي التي تعلمها آدم.

عجباً لمن يغالون في فهم كتاب الله على أساس حديث مكذوب من الرواة.

التصنيفات
غير مصنف

حصار الأحزاب ليثرب

كما شغلتني “غزوة” ماء المريسع لبني المصطلق والتي اتضح أنها وهمية بعد إخضاعها لمنهج السير في الأرض. فكذبتها الجغرافيا، وسقطت بالتبعية. لذلك جميع الخرافات المسندة على تلك الحكاية وهمية. فإن حصار يثرب من الأحزاب قد شغلني حول أسبابه وتركيبة الأحزاب.

يكاد يتفق الإخباريون والرواة والحكواتية على أن الواقعة قد كانت في شهر شوال من العام الخامس لتهجير النبي من أم القرى. ويزعم الكثير أن سبب الحصار هو إجلاء يهود بني النضير عن يثرب بعد محاولة اغتيال النبي. وأن هؤلاء هم الذين قاموا بتحريض القبائل التي حاصرت يثرب!

ومثل هذا الزعم يجعل من يهود بني النضير قوة مؤثرة تمكنت تجميع جيش قدره البعض بعشرة آلاف مقاتل. لكن مثل هذه الحفنة من يهود بني النضير لا تستطيع هذا، بالنظر لمجريات الأحداث في غرب شبه الجزيرة أثناء احتدام المعارك بين الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية. وعند بداية استرجاع البيزنطيين للأقاليم التي سقطت تحت يد الساسانيين بعد التحاق الأرمن مع البيزنطيين ومهاجمة الساسانيين من الشمال، كما تراجع معه تهديد الساسانيين للشام.

وبعد أن انتهز إيلاف قريش في حبل بني عبد شمس فرصة توفير المسيرة للجيش البيزنطي، عبر طريق البخور، والذي يمتد من عدن إلى بصرى. فقد استبقهم النبي محمد بتهديد مرور قوافل إيلاف قريش عبر المجال الحيوي ليثرب، والمسيطر على قطاع من طريق البخور بمسالكه الثلاث: التبوكي والجانبي والتهامي. بما كانت معه معركة بدر في العام الثاني للتهجير. والتي لم يذهب انتصارها رغم خسارة معركة جبل أحد في العام الثالث. فيما تخلفت قريش عن بدر الموعد في العام الرابع.

كما بقت سيطرة أهل صحيفة المدينة قائمة على ما تحت أيديها من طريق البخور. ولم تفلح حملات أكيدر بن عبد الملك مع قبائل شمال يثرب (والتي قامت بتهديد سلامة سير القوافل التي تتعامل مع أهل يثرب) من فكّ سيطرة أهل الصحيفة على الطريق. إذ كانت السرايا المتوجهة من يثرب نحو الشمال إلى سوق دومة الجندل كفيلة بتبديد ذلك التهديد في ربيع الأول من العام الخامس. وكان مع ذلك بداية بسط نفوذ الدولة الجنينية بيثرب على الأراضي التابعة للغساسنة اليعاقبة الموالين للإمبراطورية البيزنطية الاورثودوكسية.

وبالنظر لجملة هذه المعطيات الجيوسياسية للمنطقة، يستحيل أن يقوم النبي بحملة خاطفة نحو ماء المريسع البعيدة لحوالي 300 كلم عن يثرب، في وقت يعيش على تجميع إيلاف قريش لعشرة آلاف مقاتل من قبائل تهامة وأحابيش كنانة من جنوب يثرب. وبني سليم من الجنوب الشرقي. ومن غطفان على شرقها. ومن بني أسد على الشمال الشرقي. مع إمكانية حصول تهديد ليثرب من جهة الشمال من طرف الغساسنة وأحلافهم كرد فعل على السرايا المتوجهة قبل أشهر قليلة إلى سوق دومة الجندل. بما ينعدم معه إمكانية قيام النبي بعمل متهور بالمسير إلى بني المصطلق لمجرد سماع نبأ التحضير منهم لغزوه بيثرب!

والملفت للانتباه أن كتاب الله قد نعت ائتلاف هذه القبائل بالأحزاب. ومع ترتيل لفظة الأحزاب في كتاب الله يتضح أنها نعت لقرون سبقت من ثمود، وقوم إخوان لوط، وأصحاب الأيكة من جانب. ومن جانب آخر، فهي نعت أيضا لمن اختلفوا حول المسيح عيسى بن مريم، بما يشير إلى إمكانية مشاركة بعض هؤلاء تحت قيادة بني عبد شمس، حلفاء البيزنطيين الأرثودوكس، والغساسنة اليعاقبة، خاصة وأن غطفان قد كان بعضها على اليهودية. وكان بنو أسد على الركوسية. ولم يكن إيلاف قريش بمنأى عن الاختلاف حول عيسى من خلال الشاهد بالخبر القرآني:

وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) سورة الزخرف

وما لا يفوتنا تذكرة عن فئة الأحزاب من القرون التي سبقت الأحزاب، التي اختلفت حول ابن مريم، أنهم حاولوا قتل الأنبياء الثلاثة فيهم صالح ولوط وشعيب. كما فعلتها أيضا الأحزاب التي اختلفت حول عيسى.

ولا يخفى على الفطن عند استقراء التاريخ وجود ميل وهوى من بني عبد شمس إلى المسيحية. إذ قد بقيت آثارها إلى دولة ابن هند ودولة بني مروان من بعده. فيما لم يكن أبو سفيان إلا عميلاً بيزنطياً في أم القرى بعد زوال نفوذ بيزنطة، عبر أبرهة الحبشي في اليمن إثر سقوط دولته على يد الساسانيين.

ولعل عمالة أبو سفيان زعيم إيلاف قريش لبيزنطة وفشل حصار الأحزاب ليثرب هي التي جعلته يمنع أهل الصحيفة من الحجّ، في خرق فاضحٍ ومشينٍ للأعراف القبلية في شبه الجزيرة. باعتراض حجيج يثرب عند الحديبية ببطن مكة لفرض الهدنة من أجل العودة للتجارة في أسواق الأحزاب بالشام. غير أن هذه الهدنة مع الأحزاب الموالين لبيزنطة أعطت الدولة الجديدة التي تأسست ببيعة الشجرة فرصةً سانحةً جداً لاستئصال التهديد الساساني لها في خيابر يهود وادي القرى الموالين للساسانيين. بما جعل فتح الحديبية نصراً ازدواجياً على البيزنطيين والساسانين معاً. ومهّد لفتح المسجد الحرام، ثم إخراج الأحزاب منه.

التصنيفات
المواريث

ردي على طرح المستشار أحمد عبده ماهر في نقد إقتراح المساواة في الميراث

رد الأستاذ نزار الفجاري على طرح المستشار أحمد عبده ماهر في نقد إقتراح مساواة الذكر والأنثى في الميراث وجواز زواج المسلمة من الكتابي في تونس.

رأي المستشار أحمد ماهر في النقطتين جاء في منشورين مستقلين كالآتي:

1) سبب عدم جواز زواج المسلمة من كتابي:
لم يشرع الله زواج المسلمة من كتابي وذلك لقوله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  (51) المائدة

والزواج ولاية وذلك بسبب أن القوامة تكون للرجال عموما لقوله تعالى: 

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34) النساء

ومن الآيتين بسورة النساء والمائدة يتبين لك سبب عدم جواز زواج المسلمة من كتابي.

إذاً فهي القوامة فضلا عن توريث دين الأب للأبناء وفقاً للأعراف والقوانين. وهل سيذهب الأولاد مع الوالد إلى الكنيسة أم مع الأم إلى المسجد؟ أم سيتم إهمال الدين بتلك العائلة؟ وتسمية الأولاد بأسماء قد تتناقض مع العقيدة الإسلامية مثل [صليب ـ عبد المسيح] فتصير الأم. والخلاصة أن المرأة المسلمة ستكون كوعاء للمتعة للرجل وخدمة الأولاد وهذا يتنافى مع قوله تعالى “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”.

2) منشور نقد المساواة:
كلمة لأهل تونس وشياطين المساواة بالعالم العربي: إن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة لا يكون على حساب الرجل إنما يكون وفقا لقواعد المساواة المعروفة بقواعد العدالة.

فمن يظنون أنفسهم يقيمون شريعة أفضل من شريعة الله فليقيموا المساواة على أصولها. فلا يكون للمرأة حق على الرجل في الإنفاق.
ولماذا تستحق المرأة مهراً وهدية زواج. فالمهر يقابله مهر منها للرجل والهدية من الرجل يجب أن يقابلها هدية من المرأة للرجل حين إبرام الزواج. هيا طالما أنكم تريدون المساواة.

ولماذا يجب على الرجل إيجاد منزل الزوجية وتجهيزه؟ هيا فليكن عليها إيجاد المسكن والأثاث معا بالمناصفة مع الرجل.

وليس عليه كسوتها ولا علاجها كما يقول بذلك الأئمة الأربعة بشأن أجر الطبيب ونفقة الدواء. فعلاجها على أبيها وأمها بالتساوي بينهما.

وحق الدولة بالجندية والتجنيد بالقوات المسلحة والشرطة يجب توزيعه بين الرجال والنساء بالتساوي. فما يدفعه الرجل من عمره مقابل قروش زهيدة لابد أن تشاركه المرأة فيها.

وليكن للأعمال الشاقة أجر مضاعف لمن يقدر على القيام بتلك الأعمال. فالأحمال وفقا للأعباء. وكلما تحملت جزيناك أكثر. وهكذا تكون المساواة لمن يرفعون عقيرتهم بالمساواة، فلا يحق لك أن تأخذ من الله أموراً وتترك أخرى.

أرجو ممن يريدون العبث، فليعبثوا وفق قدراتهم المحدودة وكياناتهم المهترئة. وليعلموا أنهم يعبثون بقوانين الله خالق السماوات والأراضين ومن يعلم الخلق وما يصلحهم ويقيم مصالحهم.

وطالما ظل عبث المشايخ في شأن الناسخ والمنسوخ ووقف العمل بالوصية على حاله المعهود، فلن ينصلح الحال وسيظل الصراع قائماً إلى حين تقيموا قانون مدني متكامل للأسرة ودعكم من تلق الرتق التي تقومون بترقيع أفكاركم بها من خلال قصاصاتكم الفكرية المريضة.

مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

*******************

رد الأستاذ نزار الفجاري على المنشورين:

أولا: نقد منشور عدم جواز زواج المسلمة من الكتابي

1) مسألة إذن الولي في النكاح:
فالمستشار أحمد ماهر قد خلط وخبط بين نكاح ما ملكت أيمانكم وهذه حالة انتقالية قد راحت مع الوقت، وبين نكاح الراشدة التي تبرم عقدها بنفسها لما تبلغ سن الرشد الذي هو نفسه سن النكاح

2) لاحظت أنه يخبط في الألفاظ فهو يقابل الرجل بالمرأة. ولا يقابل المرأة إلا لفظة امرؤ!

3) القوامة للرجال بما أنفقوا وليست للذكور (الرجال لفظة قد تفيد الذكور أو الإناث أو كلاهما). وهذا خلط لفظي وفقهي معاً من أحمد ماهر. الرجال تفيد الذكور والإناث بدليل سورة الحج:

وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) الحج

4) قوله: إن آيات المواريث تؤكد على أن الذكورة لها الضِّعف. هذا قول من لا يعرف أن حظ الضعف للذكر ما هو إلا في أربع حالات فقط. يكون فيها نقل الملكية بالحظ وصية من الله وليس نصيباً مفروضاً وهي :

  1. إذا كان الولد ذكورًا وإناثًا إن تعددوا
  2. الأخ والأخت وإن تعددوا 
  3. الأخ لأب والأخت لأب وإن تعددوا 
  4. ولد الولد ذكورًا واناثًا وإن تعددوا 

وفي خلاف هذه الحالات فهي أنصباء فروض. لذلك نقول أن: قوله “المعمم” مجانب الصواب. ثم إن حظ الضعف ليس نصيباً مفروضا فهو وصية الله، وليس توصية من الذي حضره الموت فقام بالتوصية! وهذا الحكم يضمن للأنثى نصف حظ الذكر. ولم يمنع الزيادة والترفيع في حظ الأنثى طالما تغير المجتمع وأصبحت الأنثى تمارس القوامة بالإنفاق.

كما أن كتاب الله قد وضع حداً أدنى ولم يضع حداً أعلى حتى لا يكون الترفيع في حظ الأنثى مسا من حدود الله. لأنه طالما يقع إعطاء أولو القربى إن حضروا القسمة، فيمكن بالشورى أن يقع الترفيع في حظ الأنثى. ونحن لا نمس بالفروض بهذا الحكم الشوري. ولا يوجد في كتاب الله ما يمنع الترفيع.

ثانياً: مسألة نكاح المسلمة للكتابي!

1) هو لا يعرف ضبط اللفظ. ونقول: مسألة نكاح المؤمنة من امرؤ من أهل الكتاب أو نكاح مؤمن من امرأة من أهل الكتاب. فهذا مباح لأن في الإسلام ملل أربعة. (*) أما المحرّم فهو نكاح مؤمنة من مشرك أو نكاح مؤمن من مشركة.

ولم أفهم لماذا يخبط بإقحام القوامة في نكاح المؤمنة من امرؤ من أهل الكتاب!

* الإسلام أربعة ملل “إن الدين عند الله الإسلام” وهم :

  • الصابؤون وليس المجوس
  • الذين هادوا وليس اليهود
  • النصارى وليس المسيحيون
  • الذين آمنوا وليس المحمديون

وهذا الإسلام = تسليم لله الواحد الأحد + إيمان باليوم الآخر + العمل الصالح (أحكام الصراط المستقيم العشرة)

تفصيلات إضافية في الرد:

  • الشورى لا تخالف الحدود والحد في حظ الوصية. هو الحد الأدنى ولا وجود لحد أعلى
  • الشورى في الدولة المدنية لها الصلاحية في الترفيع في حظ الأنثى ولا مساس بذلك بحدود الله
  • نحن في حالة وصية الله ولسنا في حالة توصية
  • وصية الله ليست توصية البشر. إذا حضره الموت
  • القانون هو ثمرة الشورى.
  • أنا (الأستاذ نزار الفجاري) مع الترفيع في حالات الحظ بوصية الله، ولكني ضد المساواة بين الذكر الأنثى عامة في أحكام الإرث. لأن ذلك يمس بالفروض وهي لمصلحة الأنثى ولفائدة الذكر. ومن الشهامة الترفيع للأنثى طالما أصبحت لها القوامة أو تساهم بالتناصف في النفقة.
  • الفرق بين النصيب المفروض والحظ: النصيب المفروض معلوم النسبة بالقسمة العشرية ومعلوم مسبقاً. أما الحظ فهو في وصية الله غير معلوم المقدار، لأنه مجرد حظ ولكونه قيمة الباقي بعد انصباء أصحاب الفروض.

انتهى

—————————————-
ملاحظة : هذا المنشور يحمل في جوهره رأيين متقابلين لرجلي قانون، أحدهما :
قاضي سابق متخرج من المعهد الأعلى للقضاء منذ اكثر من عقدين وكان مستشار بمحكمة الاستئناف (الأستاذ نزار الفجاري)
والأخر محامي بالنقض ومستشار متخرج من جامعة الأزهر (أحمد ماهر عبده)